المستقيم فهو قاطع عن الله، موصل إلى دار الشقاء، فسلك المهتدون الصراط المستقيم بإذن ربهم، وضل الغاوون عنه، وسلكوا الطرق الجائرة ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ ولكنه هدى بعضا كرما وفضلا، ولم يهد آخرين، حكمة منه وعدلا" (١).
• قال محمد بن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ): "قال ابن زيد (ت: ١٨٢ هـ)، في قوله: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا … ﴾ الآيتين، حدثني أبي أن هاتين الآيتين نزلتا في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله: زيد بن عمرو، وأبي ذر الغفاري (ت: ٣٠ أو ٣١ هـ)﵁، وسلمان الفارسي (ت: ٣٣ هـ)﵁، نزل فيهم: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا﴾ في جاهليتهم ﴿وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ لا إله إلا الله، أولئك الذين هداهم الله بغير كتاب ولا نبي ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ﴾ " (٢).
• قال ابن أبي زمنين (ت: ٣٩٩ هـ): " ﴿وأنابوا إلى الله﴾ أقبلوا مخلصين إليه ﴿لهم البشرى﴾ يعني الجنة ﴿فبشر عباد الذين يستمعون
(١) تفسير السعدي (سورة النحل: الآية: ٩). (٢) تفسير الطبري (سورة الزمر: الآيات ١٧ - ١٨).