الثالث: ليس له عليهم سلطان لاستعاذتهم باللَّه منه، لقوله تعالى: ﴿وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم﴾ [فصلت: الآية: ٣٦].
الرابع: أنه ليس له عليهم سلطان بحال؛ لأن الله تعالى صرف سلطانه عنهم حين قال عدو الله إبليس: ﴿ولأغوينهم أجميعن إلا عبادَك منهم المخلصين﴾ [ص: الآية: ٨٠]، فقال الله تعالى: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين﴾ [الحجر: الآية: ٤٢]" (١).
• وقال الحسين بن مسعود البغوي (ت: ٥١٦ هـ): "قوله تعالى: ﴿إنه ليس له سلطان﴾، حجة وولاية، ﴿على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾، قال سفيان: ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب ولا يغفر" (٢).
• قال أبو الفرج ابن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ)﵀: "إبليس إنما يتمكن من الإنسان على قدر قلة العلم فكلما قل علم الإنسان كثر تمكن إبليس منه وكلما كثر العلم قل تمكنه منه" (٣).
• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "إخلاص الدين لله: يمنع من تسلط الشيطان ومن ولاية الشيطان التي توجب العذاب. كما قال تعالى: ﴿كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾ [يوسف: الآية: ٢٤]. فإذا أخلص العبد لربه الدين: كان هذا مانعا له من فعل ضد ذلك ومن إيقاع الشيطان له في ضد ذلك. وإذا لم يخلص لربه الدين ولم يفعل ما خلق له وفطر عليه: عوقب على ذلك. وكان من عقابه:
(١) تفسير النكت والعيون للماوردي (سورة النحل: الآية: ٩٩). (٢) تفسير معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي. (سورة النحل: الآية: ٩٩). (٣) تلبيس إبليس ١/ ٣٣٤.