وتكفِى الإخاذة الفِئَامَ من الناس». ويستعمل هذا القياس فى أدواءٍ. تأخذ فى الأشياء، وفى غير الأدواء، إلا أنّ قياسها واحد. قال الخليل: الآخِذُ من الإبل الذى أخَذَ فيه السمن، وهُنّ الأواخذ. قال: وأخِذَ البعيرُ يَأْخَذُ أَخَذاً فهو أَخِذٌ، خفيف، وهو كهيئة الجنون يأخذه، ويكون ذلك فى الشَّاءِ (١) أيضا. فإنْ قال قائل: فقد مضى القياسُ فى هذا البناء صحيحا إلى هذا المكان فما قولك فى الرَّمَد؛ فقد قيل: إنّ الأُخُذَ الرَّمَدُ والأَخِذُ الرَّمِدُ؟ قيل له: قد قُلْنَا إنّ الأدواء تسمَّى بهذا لأخْذها الإِنسان وفيه. وقد قال مفسِّرُو شعرِ هذيلِ فى قول أبى ذؤيب.
يريد أنَّ الحمار يرمى بعينيه كلَّ ما غاب عنه ولم يره، وطرفُه مُغْضٍ، * كما كسَف المستأخَذ الذى قد اشتدّ رمدُه أى اشتدّ أَخْذُه له، واستأخذ الرَّمد فيه فكسَفَ نكّس رأسه، ويقال غَمّض. فقد صحَّ بهذا ما قلناه أنه سمِّى أُخُذا لأنه يستأخِذ فيه. وهذه لفظةٌ معروفة، أعنى استأخذ. قال ابن أبى ربيعة: