جاهدت في سبيلك، أمرت بالجهاد فجاهدت في سبيلك، قال: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ولكنك جاهدت ليقال: هو جريء - يعني شجاع - وقد قيل ذلك، فيؤمر فيسحب على وجهه إلى النار. ويؤتى بالمتصدق الذي تصدق بالمال فيقال له: فيم تصدقت؟ قال: أمرت بالصدقة في سبيلك فما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تصدقت ليقال: هو جواد وقد قيل ذلك فيسحب على وجهه إلى النار (١) » وفي هذا الحديث وأمثاله التحذير من الرياء والعمل لغير الله. وقد قال الله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}(٢){الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}(٣){الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}(٤){وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}(٥) والويل معناه: الإشارة إلى شدة العذاب نعوذ بالله من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن هذا قول الله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}(٦)
(١) رواه البخاري في الإمارة برقم ٣٥٢٧، والترمذي في الزهد برقم ٢٣٠٤، والنسائي في الجهاد برقم ٣٠٨٦. (٢) سورة الماعون الآية ٤ (٣) سورة الماعون الآية ٥ (٤) سورة الماعون الآية ٦ (٥) سورة الماعون الآية ٧ (٦) سورة النساء الآية ١٤٢