أما بعد: فقد سمعنا جميعا هذه السورة العظيمة سورة التغابن، وقوله تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(٢) إلى آخر هذه السورة العظيمة وكل سور القرآن عظيمة، بين الله فيها سبحانه أن الخلائق تسبحه جل وعلا، كما بين في سور كثيرة وآيات كثيرة ذلك، فقال في سورة الصف:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}(٣) وقال في سورة التغابن: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(٤) وقال في سورة الجمعة: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}(٥) وقال في سورة بني إسرائيل: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(٦)
(١) كلمة وعظية لسماحته في مخيمه بمنى في ١١\١٢\١٤٠٧هـ. (٢) سورة التغابن الآية ١ (٣) سورة الصف الآية ١ (٤) سورة التغابن الآية ١ (٥) سورة الجمعة الآية ١ (٦) سورة الإسراء الآية ٤٤