الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوان عن أربع مسائل، وهذا نص السؤال والجواب:
الأولى: ما حكم ذبائح أهل الكتاب.
الثانية: ما حكم نكاح نسائهم.
الثالثة: من هم أهل الكتاب.
الرابعة: من هم الخلفاء الراشدون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا نص الجواب. والله الموفق سبحانه لا إله غيره ولا رب سواه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المسألة الأولى: ما حكم ذبائح أهل الكتاب
الجواب: حكمها الحل والإباحة بالإجماع ما لم يعلم أنها ذبحت على غير الوجه الشرعي كالخنق ونحوه؛ لقول الله سبحانه:{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}(٢) الآية من سورة المائدة.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ما نصه:(لما ذكر تعالى ما حرمه على عباده المؤمنين من الخبائث وما أحله لهم من الطيبات قال بعده: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (٣) ثم ذكر حكم ذبائح أهل الكتابين من اليهود والنصارى فقال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}(٤) قال ابن عباس وأبو أمامة ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والحسن ومكحول وإبراهيم النخعي والسدي ومقاتل بن حيان: يعني ذبائحهم وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء أن ذبائحهم حل للمسلمين؛
(١) نشرت من مكتب سماحته بتاريخ ١٠ \ ٨ \ ١٤٠٧ هـ. (٢) سورة المائدة الآية ٥ (٣) سورة المائدة الآية ٥ (٤) سورة المائدة الآية ٥