التابعين رضي الله عنه لما سئل عن ذلك قال:(الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول التبليغ، وعلينا التصديق) ، ولما سئل الإمام مالك رحمه الله - إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني - عن الاستواء قال:(الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) ، ثم قال للسائل:(ما أراك إلا رجل سوء) ، ثم أمر بإخراجه. وهذا الذي قاله الإمام مالك، وأم سلمة، وربيعة رضي الله عنهم، هو قول أهل السنة والجماعة كافة، يقولون في أسماء الله وصفاته: إنها يجب إثباتها لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى. فالإيمان والإقرار بها واجب، والتكييف منفي لا يعلم كيفيتها إلا الله عز وجل؛ ولهذا يقول سبحانه:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(١) سورة الإخلاص، الآية ٤.، ويقول سبحانه:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(٢) سورة الشورى الآية ١١.، ويقول سبحانه:{فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(٣) سورة النحل، الآية ٧٤.، وهو سبحانه يغضب
(١) سورة الإخلاص الآية ٤ (٢) سورة الشورى الآية ١١ (٣) سورة النحل الآية ٧٤