وفُسِّرت بالأنبياء، وهو رواية عطاءٍ عن ابن عباس (٣).
قلت: الله - سبحانه - يرسل الملائكةَ، ويرسل الأنبياءَ، ويرسل الرِّياحَ، ويرسل السَّحَابَ فيسوقه حيث يشاء، ويرسل الصواعقَ فيصيب بها من يشاء. فإرساله واقعٌ على ذلك كلِّه، وهو نوعان:
نوعٌ يحبُّه ويرضاه، كإرسال ملائكته في تدبير أمر خلقه.
ونوعٌ لا يحبُّه، بل يسخطه ويبغضه، كإرسال الشياطين على الكفار.
فالإرسالُ المقسَمُ به ها هنا مُقَيَّدٌ بـ "العُرْف":
١ - فإمَّا أن يكون ضد المنكر، فهو إرسال رسله من الملائكة، ولا
= (٨/ ٢٩٧). (١) من قوله: "وهو قول ابن مسعود. . ." إلى هنا؛ ملحق بهامش (ن). (٢) انظر: "المحرر الوجيز" (١٥/ ٢٥٧)، و"البحر المحيط" (٨/ ٣٩٥)، وفي "النكت والعيون" (٦/ ١٧٥) ذكره احتمالًا ولم ينسبه. (٣) ذكره القرطبي في "الجامع" (١٩/ ١٥٢)، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" (٨/ ٣٩٥)، وهو مشهور من قول أبي صالح كما عزاه إليه: الماوردي في "النكت والعيون" (٦/ ١٧٥)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٨/ ١٥٤)، وانظر تخريج الأثر في "الدر المنثور" (٦/ ٤٩٣). وأما ابن عطية فقد جعله قول "كثير من المفسرين"! "المحرر الوجيز" (١٥/ ٢٥٧).