وأمَّا سورة ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١)﴾ فذُكِرَ فيها جوابُ القَسَم، وهو قوله: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤)﴾ [البلد: ٤].
وفُسِّر "الكَبَدُ":
بالاستواء وانتصاب القَامَة.
قال ابن عباس - في رواية مِقْسَم (١) عنه -: "مستقيمٌ منتصِبٌ على قدميه"(٢).
وهذا قول: أبي صالح، والضحَّاك، وإبراهيم (٣)، وعكرمة، وعبد الله
(١) هو مِقْسَم بن بُجْرَة، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، وإنما قيل: مولى ابن عباس لملازمته له، صدوقٌ من مشاهير التابعين، ضعفه ابن حزم، ووثقه غير واحد، روى له الجماعة سوى مسلم، توفي سنة (١٠١ هـ) ﵀. انظر: "تهذيب الكمال" (٢٨/ ٤٦١)، و"ميزان الاعتدال" (٥/ ٣٠١). (٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٥٩٣) إلى: سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. وهذا القول ضعَّفه جماعة، قال السمين الحلبي: "وقيل: "في كَبَد" أي: خُلِق منتصِبًا غير مُنْحَنٍ، وما أبْعَدَ هذا لفظًا ومعنىً". "عمدة الحفاظ" (٣/ ٤٢٨). وممن ضعَّفه: ابن عطية في "المحرر الوجيز" (١٥/ ٤٥٦)، وأبو حيَّان في "البحر المحيط" (٨/ ٤٧٠). (٣) هو إبراهيم بن يزيد النخعي، الإمام الحافظ، فقيه العراق، قال أحمد: "كان إبراهيم ذكيًّا، حافظًا، صاحب سُنَّة"، توفي سنة (٩٦ هـ) ﵀. انظر: "طبقات ابن سعد" (٦/ ٢٧٠)، و"السير" (٤/ ٥٢٠).