ومن هؤلاء من وثّقت من كتبه، وجعلته عمدتي في التوثيق، وهو الإمام المحقق محمد بن محمد بن محمد بن الجزري -رحمه الله-، الذي ما ترك في المتواتر والصحيح من القراءات شاردةً ولا واردةً إلا ذكرها في "نَشْرِهِ"(٢) وكان "التيسير" -كما ذُكر- أولَ أصلٍ من أصوله.
ولقد هالني ما وقفت عليه في المطبوع من أخطاء للمستشرق الألماني "أوتويرتزل" الذي أخرج الكتاب عام ١٩٣٠ م عن جمعية المستشرقين الألمانية، بمطبعة الدولة باستانبول، حيث أخطأ في نسبة القراءات في سبعة مواطن، وهذا خطأٌ شنيع،
كما في سورة المائدة، عند قوله تعالى {شَنئان}، وفي سورة الأنعام عند قوله تعالى {ولِتُنْذِرَ}.
بل أخطأ في كتابة آيات من كتاب الله تعالى، وهذا أشنع، كما فعل في باب الإظهار والإدغام للحروف السواكن؛ في قوله تعالى:{وَإِذْ جَعَلْنَا}، فكتبها {فإذ جعلنا}، وفي باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإسكان لياءات الإضافة أخطأ في الإحالة والرسم، حيث قال: وفي المؤمنون: (رَبِّي الله)، و (قَدْ جَاءَنِي البَيِّنَاتُ)(٣)، والصواب: وفي المؤمن
(١) حرز الأماني ص ٢. (٢) كتاب النشر في القراءات العشر. (٣) انظر: المطبوع ص ٥٩.