مذهب سيبويه أن (لولا) إذا اتصل بها الضمير المتصل نحو: "لَوْلاهُ" و"لَوْلاكَ" كان مجرورًا (٢)، وخالفه الأخفش، وقال الأخفشُ والكوفيُّونَ: هذه الضمائر مما وقع المضمَرُ المتَّصِلُ موقعَ المنفصل، كما وقع المنفصل موقعَ المُتَّصِلِ في قولهم:"ما أنَا كأنْتَ ولا أَنْتَ كأَنا" وقد وقع المتَّصِلُ موقعَ المنفصل في قوله:
وما نُبَالي إذا ما كُنْتِ جارتَنَا ... أنْ لا يُجَاوِرَنا إلَاّكِ دَيَّارُ (٣)
وقال المُبَرِّد يقول الكوفيين:
فأما حجَّةُ سيبويهْ فهي الاستعمال، قال الشاعر (٤):
(١) انظر للمسألة: "الإنصاف في مسائل الخلاف": (٢/ ٦٨٧ - ٦٩٥) لابن الأنباري. (٢) "الكتاب": (١/ ٣٨٨). (٣) لا يُعرف قائله، وأنشده ابن جني في "الخصائص": (١/ ٣٠٧)، وابن هشام في "المعني": (١/ ٥٧٧). و"الأوضح": (١/ ٨٣). (٤) هو: يزيد بن الحكم الثقفي، من قصيدة له، والبيت من شواهد سيبويه في "الكتاب": (١/ ٣٨٨)، وابن جني في "الخصائص": (٢/ ٢٥٩)، وابن الأنباري في "الإنصاف": (٢/ ٦٩١). (٥) هو: عمر بن أبي ربيعة، "ديوانه - الملحقات": (ص/٤٨٧). والبيت في "المفصَّل": (ص/ ١٧٥)، و"الإنصاف": (ص/ ٦٩٣) وصدره: * أوْمَت بِعَيْنيها من الهَوْدَجِ *