ش: لما جرت عادة العلماء بأن يقولوا: هذا حق الله، وهذا حق العبد، أراد المؤلف أن يبين ذلك.
هذا الفصل فيه مطلبان:
أحدهما: في تفسير الحقوق.
والثاني: في أقسامها.
أما تفسير الحقوق: فمعنى قولهم: هذا حق الله معناه: هذا أمر الله، وهذا نهي الله، أي: هذا شيء (٢) أمر الله به أو نهى عنه.
فإذا قالوا: الصلاة، أو الصيام، أو الحج، أو الجهاد، أو الزكاة؛ هي حق الله تعالى، فمعناه: أمر الله بها وأوجبها على عباده.
وإذا قالوا: ترك الزنا، أو شرب الخمر، أو السرقة، أو الغصب؛ حق الله تعالى،
(١) انظر الكلام في الحقوق في: شرح التنقيح للقرافي ص ٩٥، شرح التنقيح للمسطاسي ص ٣٩، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص ٨٢، ٨٣، الموافقات للشاطبي ١/ ١٥٦ - ١٦٠، الفروق للقرافي في الفرق بين قاعدة حقوق الله تعالى وقاعدة حقوق الآدميين ١/ ١٤٠ - ١٤٢. (٢) في ط: "الشيء".