عن جابر ﵁، قال:«كان ينتبذ لرسول الله ﷺ في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة»(٣).
وعن عبد الله بن زيد ﵁ قال:«أتى رسول الله ﷺ، فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ … »(٤).
وعن أنس بن مالك ﵁، قال: تزوج رسول الله ﷺ، فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم ﵂ حَيْسًا (٥)، فجعلته في تور، فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ، فقل: بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام، وتقول:«إنَّ هذا لك منا قليل يا رسول الله … »(٦).
٤: الآنية المتخذة من الخشب
القدح
وعن عاصم بن سليمان الأحول، قال: رأيت قدح النبي ﷺ عند أنس بن مالك ﵁ وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نُضَار (٧)، قال:
(١) رواه البخاري (٣٠٩). (٢) التور: فارسي معرب وهو إناء كالقدح والقدر يشرب فيه وقد يتوضأ منه ويكون من حجارة أو نحاس. انظر: تهذيب اللغة (١٢/ ١٩٣) وتفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٢٢٢) ومشارق الأنوار (١/ ١٢٥) ولسان العرب (٤/ ٩٦) وتاج العروس (١٠/ ٢٩٧). وربما اغترف بالتور قال علي القاري في المرقاة (٧/ ٢٨٣٢): الفرق كان موضوعًا، والتور جعل آلة للفرق. (٣) رواه مسلم (١٩٩٩). (٤) رواه البخاري (١٩٧). (٥) الحيس: الخلط ومنه سمي الحيس حيسًا وهو تمر يخرج نواه ويخلط بسمن وأقط ويعجن شديدًا. انظر: مختار الصحاح (ص: ٨٥) والقاموس المحيط (ص: ٥٤٠). (٦) رواه مسلم (١٤٢٨). (٧) قدحٌ نُضَارٌ: يتَّخذ من خشب من أثْلٍ يكون بالغور، وَرْسِي اللون ويقال النضار شجرة الأثل وقيل النضار الخالص من كل شيء وقيل النضار أقداح حمر شبهت بالذهب. انصدع: انشق. سلسله: أي ضببه. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ١٧) وتفسير غريب ما في الصحيحين (ص: ٢٦٢) وكشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٢٩٢).