مذهب الشافعية (١) وقال به اللخمي من المالكية (٢).
الدليل: حصلت فضيلة الجماعة للمقتدين بالإمام فكذلك تحصل له (٣).
الرد: حصلت لهم لأنَّهم نووا صلاة الجماعة بخلاف الإمام فهو منفرد.
القول الثالث: تحصل فضيلة الجماعة للإمام إذا لم يعلم باقتدائهم به: هذا القول وجه في مذهب الشافعية (٤).
الدليل الأول: عن أبي موسى ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» (٥).
وجه الاستدلال: يكتب للعبد ما اعتاده من الخير إذا فات بعذر فمن عادته نية الإمامة إذا صلى إمامًا يثاب إذا لم ينوِ لعدم علمه بأنَّه إمام.
الدليل الثاني: عن أبي هريرة ﵁، أنَّ رسول الله ﷺ، قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (٦).
وجه الاستدلال: المتسبب له كأجر الفاعل فالإمام سبب في حصول المأمومين على فضيلة الجماعة، فلا يحرم منها (٧).
الترجيح: الذي يترجح لي أنَّ الإمام إذا لم ينوِ الإمامة لعدم علمه بمن يصلي خلفه فله أجر الجماعة لما تقدم والله أعلم.
(١) انظر: البيان (٢/ ٣٦٧) والعزيز (٢/ ١٨٧) والمجموع (٤/ ٢٠٣) وروضة الطالبين (١/ ٣٦٧).(٢) انظر: الشرح الكبير (١/ ٣٣٩) ومواهب الجليل والتاج والإكليل (٢/ ٤٦١) وأسهل المدارك (١/ ١٥٢).(٣) انظر: المجموع (٤/ ٢٠٣).(٤) انظر: التعليقة (٢/ ٧٠٦) والعزيز (٢/ ١٨٧) والمجموع (٤/ ٢٠٣) وروضة الطالبين (١/ ٣٦٧).(٥) رواه البخاري (٢٩٩٦).(٦) رواه مسلم (٢٦٧٤).(٧) انظر: التعليقة للقاضي حسين (٢/ ٧٠٦) وروضة الطالبين (١/ ٣٦٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute