لأنَّ عائشة ﵂ ذكرت أنَّ النبي ﷺ يصلي دون ذلك آخر حياته (١).
٢: صلاة النبي ﷺ أربعًا ثم أربعًا ثم ثلاثًا وثم تدل على الترتيب مع التراخي فهناك فصل بين الأربع الأولى والثانية ولم تذكر عائشة ﵂ ماذا كان يصنع النبي ﷺ بينهن.
٣: نوم النبي ﷺ كان بين الأربع الثانية والوتر ولم تسأله عائشة ﵂ عن نومه أول الليل لأنَّه في هذا الوقت كان يصلي آخر الليل - والله أعلم - إنَّما سألته عن نومه قبل الوتر.
٤: سؤالها خشية النوم عن الوتر هذا هو المتبادر للفهم والله أعلم واحتمال خشية الحدث بعيد فلو كان لأجل ذلك لقالت: أتصلي ولم تتوضأ؟ كما قال ابن عباس ﵄«ثم نام رسول الله ﷺ حتى نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى، ولم يتوضأ»(٢).
٥: الظاهر أنَّ سؤال عائشة ﵂ للنبي ﷺ ليس في أول زواجها بالنبي ﷺ لأنَّه كان أول الأمر يوتر من أول الليل فعنها ﵂ قالت: «من كل الليل قد أوتر رسول الله ﷺ، فانتهى وتره إلى السحر»(٣). فالذي استقر عليه عمل النبي ﷺ هو الوتر آخر الليل وهو الذي سألته عنه في حديثها السابق.
فالذي يظهر لي أنَّ تهجد النبي ﷺ المذكور في حديث عائشة ﵂ ليس في أول زواجه بها وليس في آخر حياته ففي هذه الفترة كان يصلي آخر الليل ويطيل القيام ويتخلله راحة تارة بنوم وتارة من غير نوم وفي آخر حياته ﷺ كان يخفف التهجد ولا يرتاح أثناءه وربما صلى التهجد كله أو جله بسلام واحد وبهذا يجمع بين أحاديث عائشة ﵂ المختلفة والله أعلم.