الأول: لو كان المراد به التطوع، لم يخصه بكونه نافلة له (٣).
الرد: يوجه الخطاب للنبي ﷺ وتدخل فيه أمته كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ [الطلاق: ١] فالتهجد تطوع للنبي ﷺ ولأمته (٤) ويأتي الاستدلال بالآية على عدم الوجوب.
الثاني: أنَّها زائدة فيما فرض عليه، فيكون المعنى: فريضة عليك، وكان قد فرض عليه قيام الليل (٥).
الرد: نوافل العباد كفارة لذنوبهم والنبي ﷺ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكانت نوافله لا تعمل في كفارة الذنوب فتبقى له زيادة في رفع الدرجات (٦).
الجواب: عن عائشة ﵂، أنَّها قالت:«كان النبي ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» يتأول القرآن (٧) ولم يأمره
(١) انظر: العزيز شرح الوجيز (٧/ ٤٣٢) (٢) انظر: الأم (١/ ٦٨) وتفسير القرطبي (١٩/ ٣٧). (٣) انظر: زاد المعاد (١/ ٣٢٢). (٤) انظر: تفسير القرطبي (١٩/ ٣٧) وزاد المسير (٣/ ٤٧). (٥) انظر: تفسير الطبري (٢٩/ ٨٨) وتفسير البغوي (٥/ ١١٥) وزاد المسير (٣/ ٤٧) وفتح القدير لابن الهمام (١/ ٣٩١). (٦) انظر: تفسير البغوي (٥/ ١١٥) وزاد المسير (٣/ ٤٧) (٧) رواه البخاري (٨١٧) ومسلم (٤٨٤).