وعلامةُ إتيانِ ذلك بجهالةٍ الندمُ على قُبْح ما فرَّط وقدَّم، والأسفُ على ما أسلف، ومَحْوُ العثرة بإفاضة العَبرة، فحينئذ تُقبَل التوبة، وتُوهَب الرحمة، وتُبذَل المغفرة، كما قال: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه: ٨٢] فالتوبة من الذنب والإيمان شَرْطُ صحتها أو أهلية قبولها، والمعنى:"آمِنٌ في المَآلِ كما هو آمِنٌ (١) في الحال"(٢).
وقال أهل الزهد:"آمِنٌ: بأن أَمْنَه ليس بتوبته وإيمانه (٣)، وإنما هي برحمة ربه ورضوانه"(٤).
وقوله: ﴿ثُمَّ آهْتَدى﴾، أي: في آخِر الأمر، ولذلك ألحقها بكلمة "ثُمَّ"؛ التي هي موضوعة للمُهْلَةِ، وهو حينئذ "المُجْتَبَى".
* * *
(١) في (ك) و (ص) و (ب): مؤمن. (٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٦٩). (٣) في (ص): لا بإيمانه. (٤) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٦٩).