والذي عندي: أن قائل ذلك كله جبريل، وقَوْلُ عيسى يأتي بعد هذا إن شاء الله.
فسَكَّنَ هذا الكلام ما كان بها من القلق، وأَذْهَبَ ما أصابها من الفَرَقِ، وقوَّى قَلْبَها عمَّا كان فيه من الضعف، وأمَّنها ممَّا كانت تخاف من العار أو (٥) المكر.
ولمَّا هزَّت بجِذْع النخلة وتَسَاقَطَ عليها الرُّطَبُ الجَنِيُّ تشابهت الأحوال؛ فإن الذي أَخْرَجَ منها عيسى من غير أَبٍ قَادِرٌ على أن يُخْرِجَ
(١) بعده في (ك) و (ص) و (ب): ﴿أَلَّا تَحْزَنِي﴾ [مريم: ٢٤]. (٢) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٢٥)، وتفسير الطبري: (٥/ ٥٠١ - التركي). (٣) لطائف الإشارات: (٢/ ٤٢٥)، وتفسير الطبري: (١٥/ ٥٥٣ - التركي). (٤) في النسخ: لا تحزني. (٥) في (ص): و.