لِلخَطَّيْن اللَّذيْن يَخُطّهُما الخطّاطُ في الأَرْض ثُمَّ يَزْجُرُ ابنَا عِيَان فإذا زَجَرهما قَالَ ابْنَيْ عِيان أسْرِعَا البَيَان هذا جُمْلَةُ قوله: في تَفْسِير الخطّ.
قَالَ أبو سليمان: وليس في هذا مَقْنَع لمَنْ أحَبَّ أن يقفَ عَلَى صورَة الخطِّ وحقيقتِه وقد ذكره ابن الأعرابي فأوْضَحه قَالَ يأتي صاحِبُ الحاجة إلى الحازِي فيُعْطيه حُلْوانًا وهو جُعْلُه. فيقول: لَهُ اقْعُدْ حتى أخُطَّ لك قَالَ: وبين يَدي الحازِي ١ غُلامٌ معه مِيل ثُمَّ يأتي إلى أرْضٍ رِخْوةٍ فيَخطّ خُطُوطًا كثيرةً بالعَجَلة لئلًا يلْحقَها العَدُّ قَالَ ثُمَّ يرجع فيمحو عَلَى مَهلٍ خَطَّيْن خَطَّيْن فإن بَقي منها خطّان فهُما عَلامةُ النّجاح فكانت العربُ تُسمِّي ذينْك الخَطَّين ابْنَي عِيانٍ فيقول الحازي ابنَي عِيَان أَسْرِعَا البَيَان وإن بَقِي خَطٌّ واحدٌ فهو عَلامة الخيْبة. وقال الشاعر:
جَرَى ابنَا عِيان بالشِّوَاء المُضهَّب
ذكرهُ لنا أبو عُمَر ٢ عن أبي العباس ثعلب عن ابن الأعرابي قَالَ وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّهُ الْحَازِي عِلْمٌ قَدِيمٌ تَرَكَهُ النَّاسُ.