حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا نا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ نا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ.
قوله: رَصَّه أي ضَغَطه وضمّ بَعْضَه إلى بَعْض ومنه رَصُّ البناء وهو إِلْصَاقُ بَعْضِه ببَعْضٍ ٢. قَالَ الله تعالى:{كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} ٣ ومنه التَّراصُّ في الصُّفُوف وهو التقارب والتداني وأنشدني أبو عُمَر أنشدنا أبو العباس ثَعْلب عن ابن الأعرابي أنشدنا أبو المْكارِم:
ما لَقِي البِيضُ من الحُرْقُوصِ ... مِن مارِدٍ لِصٍّ من اللُّصُوصِ
يَدْخُلُ بيْنَ الغَلَقِ المرصُوصُ ... بمهرِ لا غالٍ ولا رَخِيص ٤
قَالَ أبو المْكارِم: الحُرْقُوصُ دُوَيْبَة يُقال لها عاشِق الأبكار لأنها تَلْزَمُ فرُوجَ الأَبْكار.
وفي رواية أخرى أنَّه قَالَ لابن صيَّادٍ:"أنّي خَبَأْتُ لك خَبِيئًا" فَما هُوَ فَقَالَ الدُّخُّ فَقَالَ: "اخْسَ فلن تَعْدُوَ قدرَك" ٥.
١ أخرجه البخاري في الجنائز ٢/ ١١٧ بلفظ: "فرضه" بدل "فرص" وكذلك في الجهاد ٤/ ٨٦ ومسم في الفتن ٤/ ٢٢٤٤ بلفظ: البخاري وأبو داود في الملاحم ٤/ ١٢٠ وأحمد في ٢/ ١٤٨ ٢ ت: "وهو إلصاق بعضه إلى بعض". ٣ سورة الصف: ٤. ٤ اللسان والتاج "حرقص" وقالت الرجز أعرابية. ٥ هذه الرواية متداخلة في الرواية الأولى عند البخاري ٢/ ١١٧ وأخرجه مسلم في الفتن ٤/ ٢٢٤٠, ٢٢٤٤.