[وأمَّا](١) صاحب القليل مُتعنتٌ (٢) في طلب القسمة؛ لأنَّه لا يتمكَّن من الانتفاع بنصيبه فلا يقسم بطلبه، وذكر الجصَّاص بخلاف هذا [أنَّه](٣) قال إذا طلب صاحب القليل القسمة يُقسم؛ لأنَّه يريد الضَّرر على نفسه والضَّرر المرضي لا يُعَدُّ ضررًا، فأمَّا إذا طلب صاحب الكثير [لا يقسم؛ لأنه](٤) يريد إضرار صاحب القليل [لأنَّ صاحب القليل](٥) لمْ ينتفع، فلا يقسم بطلب صاحب الكثير.
قوله:(و [يَقسم] (٦) العُرُوضَ) أي: يجري الجبر في جنسٍ واحدٍ، المراد من الجنس الصنف، بأن يكون الكلُّ زندنيجيًا (٧) أو يكون الكلُّ [كرباسيًا](٨)، فأمَّا إذا كانا من [الصنفين](٩) لا يَقسم أي: لا يَجبر، لأنَّ في القسمة جهة مبادلةٍ وجهة إفرازٍ، وجهة المبادلة راجحةٌ في غير المثليات، وجهة الإفراز راجحةٌ في المثليات، فإذا [كانت](١٠) جهة المبادلة راجحةٌ لا يجري فيها الجبر؛ لأنَّ الرضا شرطٌ في المبادلة، ولا
(١) في (ب، ش): "فأما". (٢) بعده في (ب): "فلا فائدة". (٣) في (ش): "لأنه". (٤) في (أ): "حيث". (٥) سقط من: (ب). (٦) في (ب، ش): "وتقسم". (٧) الثّيابُ الزنذنيجيّة هي نوع من الثياب تُنسب إلى قرية الزنديج في بخارى. انظر: الزبيدي، تاج العروس - مصدر سابق - ج ٦، ص ٢٥. (٨) في (ش): "كرباسا"، والكرباس كلمةٌ فارسيةٌ معربةٌ تعني الثوب الخشن، انظر: الفيومي، المصباح المنير - مصدر سابق - ج ٢، ص ٥٢٩. (٩) في (خ، ب، ش): صنفين. (١٠) في (ب): "كان".