وقال السدي والكلبي في اللازِب: إنه الْخَالِص. مجاهد والضحاك: إنه الْمُنْتِن (١) وفسَّر القرطبي الْمَاء الدَّافِق بالْمَنِيّ. قال: والدَّفْق صَبّ الْمَاء. دَفَقْتُ الماء أدْفُقُه دَفْقًا: صَبَبْتُه، فهو ماء دافِق أي مَدْفُوق، كَمَا قَالُوا: سِرّ كَاتِم، أي: مَكْتُوم؛ لأنه مِنْ قَولك: دُفِق الْمَاء، على مَا لَم يُسَمّ فَاعِله. ولا يُقَال: دَفَق الْمَاء (٢). ويُقَال دَفَق الله رُوحَه، إذا دُعِي عليه بِالْمَوت، قال الفراء والأخفش:(مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) أي: مَصْبُوب في الرَّحِم. الزجاج: مِنْ مَاء ذي انْدِفَاق. يُقَال: دَارِع وفَارِس ونَابِل، أي: ذو فَرَس ودِرْع ونَبْل. وهذا مَذهب سيبويه. فالدَّافِق هو الْمُنْدَفِق بِشِدّةِ قُوّتِه. وأرَاد مَاءَين: مَاء الرَّجُل ومَاء الْمَرْأة؛ لأنَّ الإنْسَان مَخْلُوق مِنْهُما، لكن جَعَلَهما مَاء وَاحِدًا لامْتِزَاجِهما. وعن عكرمة عن ابن عباس:(دَافِقٍ): لَزِج (٣).
والْمُراد بـ (الْإِنْسَانَ) في سُورة "الْعَلَق" هو ابن آدَم. يَقُول القرطبي: قَوله تَعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ) يَعني: ابن آدَم (مِنْ عَلَقٍ) أي: مِنْ دَم، جَمْع عَلَقَة، والعَلَقَة الدَّم الْجَامِد، وإذا جَرَى فهو الْمَسْفُوح. وقَال:(مِنْ عَلَقٍ) فَذَكَرَه بِلَفْظ الْجَمْع؛ لأنه أرَاد بِالإنْسَان
(١) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (١٥/ ٦٣، ٦٤) باختصار وتصرف. (٢) في اللسان (١٠/ ٩٩): دفق الماء والدمع يدفق ويدفق دفقًا ودفوقًا، واندفق وتدفق واستدفق: انصب … ومنهم مَنْ قال: لا يُقال: دفق الماء. (٣) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (٢٠/ ٨).