وذَكَر السمرقندي سَبَب ذَلك التَّشَاحّ في حِين كَان زَكَرِيّا أحَقّ بِكَفَالَتِها؛ لأنَّ خَالَتَها عِنْده؛ فقال: إنَّ حَنّة لَفُّتْها في خِرَق ثم وَضَعَتْها في بَيْت الْمَقْدِس عِند الْمِحْرَاب، واجْتَمَعَتِ القُرَّاء - أي الزُّهَّاد - فَقَال زَكَرِيَّا: أنَا أحَقّ بِهَا لأنَّ خَالَتَها عِنْدي، فَقَال القُرَّاء: إنَّ هَذِه مُحَرَّرَة، فلو تُرِكَتْ لِخَالَتِها لَكَانَت أمّها أحَقّ بِها، ولَكِن نَتَسَاهَم (٥).
أما السمعاني فَقد ذَكَر سَبَبْ اخْتِصَاص زَكَرِيّا بِكَفَالَة مَرْيم، فَقَال: ومِن الأسْبَاب التي خُصّ بِهَا زَكَرِيّا بِكَفَالَة مَرْيم أنَّ خَالَتَها كَانت تحته، وهي أخْت حَنَّة امْرأة عِمران (٦).
(١) المرجع السابق (٥/ ٣٥٢) ثم روى قصة طويلة في ذلك؛ رواها عن ابن إسحاق (٥/ ٣٥٨)، وفيها أن زكريا ضعُف عن حملها، فاقترعوا، وكفلها نجار يُقال له: جريج. وهذا من أخبار بني إسرائيل التي تُخالف النصوص فإن النص صريح في أن الله كفلها زكريا، وضمن رزقها، وفي الآية ثلاثٌ على نسق، وهي قوله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا). (٢) المرجع السابق (٥/ ٣٥٣). (٣) في مختار الصحاح (ص ١٣٩): تشاحّ الرجلان على الأمْر: لا يُريدان أن يفوتهما. (٤) انظر: جامع البيان، مرجع سابق (٥/ ٤٠٤). (٥) بحر العلوم، مرجع سابق (١/ ٢٣٤). (٦) تفسير القرآن، مرجع سابق (١/ ٣١٣).