قُلْ لِمَنْ سَاد ثُمّ سَادَ أبُوه ثم قَدْ سَاد قَبل ذلك جَدّه
وقيل: إن الدَّحْي كَان بَعْد خَلْق السَّمَاوات والأرْض (٢).
وقَال أيضًا في الْجَمْع بين آية "البقرة" وآيات "فُصِّلت": فَهَذِه وهَذه دَالَّتَان على أنَّ الأرْض خُلِقَت قَبْل السَّمَاء، وهَذا مَا لا أعْلَم فِيه نِزَاعًا بَيْن العُلَمَاء، إلَّا مَا نَقَلَه ابن جَرير عن قَتادة أنه زَعَم أنَّ السَّمَاء خُلِقَت قَبْل الأرْض، وقَد تَوقّف في ذلك القُرْطُبي (٣) في تَفْسِيره لِقوله تَعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا).
قَالوا: فَذَكَر خَلْقَ السَّمَاء قَبْل الأرْض.
(١) هكذا في المطبوع، فإما أراد (ثُمّ) التي في آية "فُصِّلَت"، أوْ أرَاد (بَعْد) التي في آية "النازعات"؛ لأنه ليس في آيات "النازعات" التي ذكرها ثُمّ. (٢) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (١/ ٣٣٢، ٣٣٣). (٣) لا يظهر توقّف القرطبي، بل أحَال على ما بيّنه في تَفْسِير سُورة البقرة.