أسيّد من محرم» ، ثم عادوا للغارة والعدوى [١] ، فقال: انتظروا الّذى يأتينى. ثم قال:«والليل الدّامس، والذئب الهامس [٢] ، ما قطعت أسيّد من رطب ولا يابس» ؛ فقالوا: أمّا النخيل فمرطبة [٣] وقد جدّوها [٤] ، وأمّا الجدران فيابسة وقد هدموها، فقال:
اذهبوا وارجعوا فلا حقّ لكم.
وكان فيما يقرؤه لهم فيهم: إنّ بنى تميم قوم طهر لقاح [٥] ، لا مكروه عليهم ولا إتارة، نجاورهم ما حيينا بإحسان، نمنعهم من كلّ إنسان، فإذا متنا فأمرهم إلى الرحمن» .
وكان يقول: والشّاء وألوانها، وأعجبها السّود وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض؛ إنّه لعجب [محض][٦] ، وقد حرّم المذق، فما لكم تمجّعون [٧] !.
وكان يقول:«يا ضفدع ابنة ضفدع، نقّى ما تنقّين، أعلاك فى الماء وأسفلك فى الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدّرين» .
وقال أيضا: «والمبذّرات زرعا، والحاصدات حصدا، والزّارعات قمحا، والطّاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثّاردات ثردا [٨] ، واللّاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضّلّتم على الوبر،
[١] العدوى: العدوان والظلم. [٢] الذئب الهامس: الشديد. [٣] الطبرى: مرطبة. [٤] جدوها: قطعوها. [٥] قوم لقاح: لم يدينوا الملوك. [٦] زيادة من الطبرى. [٧] الطبرى: «لا تمجعون» . [٨] ثرد الخبز: فتنة ثم بله بمرق.