وكان أبو مسلم الخراسانىّ صاحب الدعوة يقول لقوّاده: أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها من أسباب الظّفر، وأكثروا ذكر الضغائن فإنها تبعث على الإقدام، والزموا الطاعة فإنها حصن المحارب.
وقالت الحكماء: لا تستصغرنّ أمر عدوّك اذا حاربته، لأنك إن ظفرت به لم تحمد وإن ظفر بك لم تعذر؛ والضعيف المحترس من العدوّ القوىّ أقرب الى السلامة من القوىّ المغترّ بالضعيف.
ذكر ما يقوله قائد الجيش وجنده من حين [١] يشاهد العدوّ الى انفصال الحرب والظفر بعدوّهم
قال الشيخ أبو عبد الله الحسين الحليمىّ فى منهاجه: اذا مضى الجيش باسم الله فلقوا العدوّ فليتعوّذوا بالله تعالى، وليقولوا: اللهم إنا ندرأ بك [٢] فى نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. فإذا قاتلوا فليقولوا: اللهم بك نصول ونجول. وليقولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
[١] فى الأصل: «من حيث» وظاهر أن السياق يقتضى ما أثبتنا. [٢] فى الأصل «انا ندروك ... » وهو تحريف. ومنه الحديث- كما فى نهاية ابن الأثير فى مادة (درأ) -: «اللهم إنى أدرأ بك فى نحورهم» .