٢٤١ - قال يزيد بن شجرة ﵁: أتت الحمى رسول الله ﷺ في صورة جارية سوداء، فقال لها رسول الله ﷺ:"من أنت؟ " قالت: أنا أم ملدم، أنشف الدم، وآكل اللحم، وأصفر الوجه، وأرقق الجلد، وأدقق العظم، فقال لها رسول الله ﷺ:"مري فاقصدي الأنصار"؛ فإن لهم علينا حقوقًا، فحم الأنصار، فلما كان من الغد قال: ما للأنصار؟ قالوا: حموا عن آخرهم، فقال: قوموا بنا نعودهم، فعادوهم، وجعل يقول:"أبشروا فإنها كفارة وطهور"، فقالوا: يا رسول الله؛ ادع الله أن يديمها علينا أيامًا حتى تكون كفارة لذنوبنا، فأنزل الله تعالى يثني عليهم: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ بالحمى من معاصيهم ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ من الذنوب (٣).
(١) تفسير الثعلبي ١٤/ ٧. (٢) تفسير الثعلبي ١٤/ ٤٣. (٣) تفسير الثعلبي ١٤/ ٦٢، وقال محققه: "لم أجده من حديث يزيد بن شجرة". لكن جاء بمعناه ما أخرجه أحمد في "المسند" ٦/ ٣١٣ (١٤٣٩٣)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (٣١٤)، وأبو يعلى في "مسنده" ٣/ ٤٠٨، وابن حبان في "صحيحه" ٧/ ١٩٧، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (٢٤٥)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٣٤٦، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٣/ ٣٧٥، وفي "شعب الإيمان" ٧/ ١٩٤ كلهم من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: أتت الحمى النبي ﷺ، فاستأذنت عليه، فقال: من أنت؟ فقالت: أنا أم ملدم، قال: "أنهدي إلى قباء فأتيهم"، قال: