٥٣٧ - عن زيد بن أرقم قال: "أصبح رسول الله ﷺ وكان يشدّ على بطنه الحجر من الغرث، -قال دعبلٌ: والغَرَث الجوع- فأصبح يومًا صائمًا فلمّا كان اللّيل استقرض له شمٌّ من الشّعير فخبزه ثلاثة أقراصٍ فجلس في منزل فاطمة لإفطاره فلمّا وضعنا بين يديه الأقراص جاء سائلٌ فقال: يا أهل النبوة ومعدن الرّسالة إني مسكينٌ فأطعموني ممّا رزقكم الله أطعمكم الله غدًا من طعام الجنّة على موائد الجنّة، فقال النبي ﷺ: يا فاطمة قد جاءك المسكين وله حنينٌ قم يا عليّ فأعطه قرصًا، وكان قبل ذلك دخل على فاطمة والحسن والحسين يبكيان من الجوع، فقال النبي ﷺ: يا فاطمة أطعمي ابنيّ هذين شيئًا، فقالت: يا رسول الله ﷺ ما في منزلي إلّا بركة النبي. فتسلّقا على رسول الله ﷺ فقالا: [يا باباه قل لماماه أطعمينا ناناه (٣)] فجعل النبي ﷺ[يزقّهما] بريقه حتّى شبعا وناما، ورجعت إلى النبي ﷺ
(١) الهن: الهاء والنون: أصل صحيح يدل على جنس من اللحم، والعتَب: كل شيء جسا وجفا؛ يُشْتق له هذا اللفظ، يقال فيه: عتَب، إذا اعتراه ما يغيّره عن الخلوص. ينظر: مقايس اللغة (هن وعتب). (٢) تفسير الثعلبي ٢٨/ ١٩٦. (٣) قال محقق المصدر: كذا في الأصل. اهـ، وكلمة ناناه في هذا السياق تدل على نوع من الطعام، وقد ورد في القاموس المحيط (ص: ٥٣): نَأنَأهُ: أحْسَنَ غِذَاءَه.