والصوابُ مِن القولِ فى ذلك عندى أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيَّتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ.
وقولُه: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ﴾. يقولُ: والقُرى التى ائْتَفكَت بأهلِها، فصار عاليها سافلَها، ﴿بِالْخَاطِئَةِ﴾. يعنى: بالخطيئةِ. وكانت خطيئتُها إتيانَها الذكرانَ فى أَدبارِهم.
وبنحوِ الذى قلنا فى معنى قولِه: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتُ﴾ قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ [بِالْخَاطِئَةِ﴾: المؤتفكاتُ](٤) قريةُ لوطٍ، وفى بعضِ القراءةِ:(وجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ مَعَهُ)(٥).
حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿وَجَاءَ
(١) وهى قراءة ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة وعاصم وأبى جعفر وخلف. ينظر النشر ٢/ ٢٩١. (٢) وبها قرأ أبو عمرو ويعقوب. المصدر السابق. (٣) سقط من: م. (٤) سقط من: م. (٥) هى قراءة أُبىّ. معانى القرآن للفراء ٣/ ١٨٠.