كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

تفسير سورة اقتربت الساعة - القول في تأويل قوله ﷿: ﴿وكل صغير وكبير مستطر (٥٣) إن المتقين في جنات ونهر (٥٤) في مقعد صدق عند مليك مقتدر (٥٥)﴾. - ج: 22 - ص: 166

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ مُعاذٍ، عن أبيه، عن عِمْرانَ بنِ حُدَيْرٍ، عن عكرمةَ، قال: مكتوبٌ في كلِّ سطرٍ (١).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿مُسْتَطَرٌ﴾. قال: محفوظٌ مكتوبٌ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾. أي: محفوظٌ.

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿مُسْتَطَرٌ﴾. قال: مكتوبٌ (٣).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زِيدٍ في قولِه: ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾. قال: مكتوبٌ. وقرَأ: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ٦]. وقرَأ: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٣٨]. إنما هو "مُفْتَعَلٌ" مِن: سَطَرْتُ. إِذا كتَبْتَ سطرًا (٤).

وقولُه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن الذين اتَّقَوْا عقابَ اللَّهِ؛ بطاعتِه وأداءِ فرائضِه واجتنابِ مَعاصِيه، في بَساتينَ يومَ القيامةِ وأنهارٍ.

---

(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٨ إلى المصنف.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٦١ عن معمر، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٨ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٤٥٩.
(٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٤٥٩ بنحوه مختصرا.