وكقوله:{أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً}(١){ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ} في قومك {الْكَرِيمُ} على عشيرتك؛ استهزاءا واستهانة. وحكي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني، فو الله ما تستطيع أن تفعل أنت ولا ربك شيئا (٢). {إِنَّ هذا} العذاب أو هذا الأمر {ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} تشكون. المقام - بالفتح -: هو موضع القيام، وبالضم: موضع الإقامة، ووصف المكان بالأمين استعارة؛ لأن من أقام فيه لا يخاف. السندس: ما رق من الديباج، والإستبرق: ما غلظ منه، ومعنى كونها عجمية وهي في الكتاب العربي أنها إذا عربت فيه خرجت عن أن تكون عجمية. {كَذلِكَ} أي: الأمر كذلك، أو منصوب على مثل ذلك. {وَزَوَّجْناهُمْ} قرناهم، وقرأ عكرمة {بِحُورٍ عِينٍ} على الإضافة (٣) يعني: من الصنف الذين هم حور العين، والأحور: شديد بياض العين، والعين: الواسعة العين.
فإن قيل: كيف استثنيت الموتة الأولى المذوقة قبل دخول الجنة من الموت المنفي ذوقه قبلها؟ قلنا: لأنه أريد به: لا يذوقون فيها الموت البتة، إلا إن كنت تعد الموتة الأولى واقعة في الثانية؛ فهم يذوقون فيها الموت، وهو من باب التعليق بالمحال.