ويضيق {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} عالم غير مخصوص لا يشذ شيء عن علم الله. {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً} هي أصول الشرائع والاعتقادات؛ بخلاف الفقهيات؛ فإنها مختلفة باختلاف الشرائع {وَما وَصَّيْنا} يعني: والذي وصينا.
هؤلاء الأنبياء الخمسة هم مشايخ الأنبياء حتى قيل: إن أولي العزم من الرسل هم (٢٤٥ /أ) هؤلاء الخمسة، وأخرجوا آدم منهم؛ لقوله:{وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً}(١) وكذلك أخرجوا يونس؛ لقوله:{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ}(٢) وقد ذكر الله هؤلاء الأنبياء الخمسة مرة أخرى في سورة الأحزاب، قال الله عز وجل:{وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}(٣){أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} أي: أقيموا؛ لأن في معنى {شَرَعَ} معنى القول، وهو من قولهم: قام بالأمر: إذا أتى به على أكمل الوجوه. {وَلا تَتَفَرَّقُوا} ولا تختلفوا. {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} من الوحدانية.
{اللهُ يَجْتَبِي} يصطفي ويختار {مَنْ يُنِيبُ} من يرجع إليه بالتوبة والعبادة.