وعن النبي صلى الله عليه وسلم:"ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم {وَقُولُوا آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية فإن كان باطلا (١٧٧ /ب) لم تصدقوهم وإن كان حقا لم تكذبوهم"(١).ومثل ذلك الإنزال {أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ} أي: مصدقا لسائر الكتب السالفة تحقيقا لقوله: {آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}
{فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ} هم عبد الله بن سلام ومن آمن معه. {وَمِنْ هؤُلاءِ} أهل مكة.
{مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا} مع ظهورها {إِلاَّ الْكافِرُونَ} المتوغلون في الكفر. وقيل:
قوله:{وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ} لأنه لو كان قارئا لقالوا: وجد هذه القصص التي [يقصها] مذكورة في كتب الأولين فارتابوا أو شكوا. {بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} كما جاء في بعض الآثار: "أناجيل أمتي في صدورهم"(٢).
{وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ} نقترحها؟ فأجابهم الله بقوله:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا} الآية. والقرآن معجزة باقية على وجه الدهر. {وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} كلفت الإنذار ولست آتي من المعجزات إلا بما أنزل عليّ، ولست أقترح على الله آيات معينات؛
(١) رواه أحمد (٤/ ١٣٦)، وأبو داود رقم (٣٦٤٤)، وابن حبان رقم (٦٢٥٧)، والبغوي في شرح السنة (١/ ٢١٨) رقم (١٢٥، ١٢٤)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٩٣٩٦). (٢) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤) ونسبه للدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.