وقرئ {أَإِلهٌ مَعَ اللهِ}(١). بمعنى: أتدعون أو تشركون، ولك أن تحقق الهمزتين وتوسط بينهما مدّة، وتخرج الثانية بين بين. (يعدلون)(١٦٧ /أ) به غيره، أو يعدلون عن طريق الحق.
{أَمَّنْ جَعَلَ} وما بعده بدل من {أَمَّنْ خَلَقَ}{قَراراً}. دحاها وسواها للاستقرار عليه. {حاجِزاً} كقوله: {بَرْزَخاً}(٢) الضرورة: الحالة المحوجة إلى اللجاء والاضطرار افتعال منها، والفاعل والمفعول منه مضطر، والمضطر هاهنا: الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجوء والتضرع إلى الله. وقيل: المذنب إذا استغفر.
فإن قلت: كم من مضطر يدعو فلا يستجاب له؟! قلت: الإجابة لها شرط، وهو ألا يكون في المدعو به مفسدة، فإذا فقد الشرط فقدت الإجابة، ولذلك لم يجب كل مضطر، والمضطر: اسم جنس يقع على الواحد وعلى الكثير.
{خُلَفاءَ الْأَرْضِ} خلفاء فيها وذلك توارثهم سكناها، والتصرف فيها قرنا بعد قرن، أو أراد بالخلافة الملك والتسلط. {ما} مزيدة في قوله: {قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ} أي:
تذكرون تذكرا قليلا، والمعنى: نفي التذكر. والقلة تستعمل في معنى النفي.
{يَهْدِيكُمْ} بالنجوم في السماء، والعلامات في الأرض. وقال:{ثُمَّ يُعِيدُهُ} وهم ينكرون الإعادة؛ لأنهم مقرون بالنشأة الأولى أنها من عند الله، والنشأة الثانية تلزمهم، ولازم القول قول فهم كالمقرين بها. {مِنَ السَّماءِ} بالمطر و {مِنَ الْأَرْضِ} بالنبات إن {كُنْتُمْ صادِقِينَ} أن مع الله إلها فأين دليلكم عليه؟