{مَكْرِهِمْ} تدبيرهم كيف يقتلون صالحا ومن معه. ومكر الله: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. {أَنّا دَمَّرْناهُمْ} من قرأ بكسر الهمزة فهو استئناف، ومن فتحها (٢) جاز أن يكون خبرا ل "كان". أي: كان عاقبتهم التدمير. وقيل: اللام مقدرة، أي: لأنا دمرناهم، أو بدلا من العاقبة. روي أن قوما من أبناء أشراف قوم صالح قالوا: إن صالحا يزعم أنه يفرغ من هلاكنا في ثلاثة أيام، فنحن نسبق إلى قتله وقتل جماعته قبل الأيام الثلاثة، فأخذوا أسلحتهم ودخلوا إلى مغارة في طريق صالح إلى مسجده ينتظرون صالحا ليقتلوه إذا مر بهم، فأرسل الله صخرة عظيمة سدت باب الغار، فهلكوا فيه ولم يعلم لهم أحد خبرا. قرئ
(١) قرأ جمهور القراء "مهلك" وقرا عاصم في رواية حفص عنه "مهلك" وفي رواية شعبة عنه "مهلك". وتنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٨٤)، الحجة لابن خالويه (ص: ٢٧٢)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٥٣١)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٤٨٣)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٥٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣١١). (٢) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "إنا دمرناهم" بالكسر، وقرأ بقية العشرة "أنا دمرناهم" بالفتح. تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٨٦)، الحجة لابن خالويه (ص: ٢٧٢)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٥٣٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٣٢٠)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٤٨٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٥٣)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٨٣)