النفخة ليموت مع من يموت بها. {إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فيه ردّ على من زعم أنه إذا جاء الوصف بجملة ومفرد قدم الوصف بالمفرد على الجملة، وهاهنا قد قدّم {مِنْهُمُ} على قوله: {الْمُخْلَصِينَ} و {الْمُخْلَصِينَ} مفرد صفة ل {عِبادَكَ} و {مِنْهُمُ} وإن لم يكن صفة فهي حال معناها معنى الوصف، ويرد عليه قوله تعالى:{وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ}(١) وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ}(٢).
{إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ} قيل: إنه استثناء منقطع؛ لأن إضافة العباد إلى الله تدل على اختصاصهم بخدمته، فلا يدخل فيه الغاوون، وإن كان متصلا ففيه استثناء الكثير وإبقاء القليل {وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}(٣){وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ}(٤){لَمَوْعِدُهُمْ} لموعد الغاوين.