ذلك فلا يعجزوننا ولا يفوتوننا، وليس عليك إلا البلاغ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
{نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها} قيل: هو ما يفتحه الله من بلاد الكفار فتنقص بلادهم ويزداد في بلاد الإسلام، ويدل عليه في سورة الأنبياء بعد مثل هذه الآية {أَفَهُمُ الْغالِبُونَ}(١) وهذا بعيد لأن النبي صلّى الله عليه وسلم كان عند نزول هذه السورة المكية لم يفتح عليه شيء من بلاد الكفار.
وقيل: يموت علماؤها وهو بعيد، فأيّ عالم تنقص الأرض بموته مع حياة رسول الله؟! وقيل: هو نقص الثمرات بسبب الظلم {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ}(٢){لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} يتبعه بالنقض.
{وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ} أي: يأتي وقت حسابه سريعا {وَما أَمْرُ السّاعَةِ إِلاّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ}(٣){لِمَنْ عُقْبَى الدّارِ} الجنة {كَفى بِاللهِ} كفى الله.
(١) سورة الأنبياء، الآية (٤٤). (٢) سورة الروم، الآية (٤١). (٣) سورة النحل، الآية (٧٧). (٤) قرأ بها علي وابن السميقع والحسن وابن عباس ومجاهد وابن جبير. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٤٠٢)، تفسير القرطبي (٩/ ٣٣٦)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٢٤٨)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٢٩٢)، المحتسب لابن جني (١/ ٣٥٨)، مفاتيح الغيب للرازي (١٩/ ٧٠).