{وَاطْمَأَنُّوا} سكنت نفوسهم إليها. {عَنْ آياتِنا غافِلُونَ} عن تدبرها والعمل بما فيها {تَجْرِي} من تحت أشجارها أنهار كعادة البساتين، أو: من تحت غرفهم؛ لقوله:{لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ}(١).
قيل: كان إذا أعجبهم شيء في الجنة، وأرادوا حصوله لهم قالوا:{سُبْحانَكَ اللهُمَّ}(٢){وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ} يحيي بعضهم بعضا بالسلام. وقيل: الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم. وقيل: يسلم الله عليهم لقوله - تعالى:{سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}(٣).
{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا} على حسب اختلاف أحواله: مضطجعا أو قاعدا (٧٦ /أ) أو قائما. {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ} فاحذروا يا أهل مكة أن تفعلوا مثل فعلهم، فيحل بكم ما حل بهم.
{ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ} ليظهر للعباد ما انطوت عليه سرائركم.
قوله:{ما يَكُونُ لِي} أي: يحرم عليّ؛ كقوله:{وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}(٤) تقدم قول الرماني أن قوله: {إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} جملة حالية معترضة بين الفعل ومفعوله، أي: إني أخاف عاصيا {عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}(٥) والقياس: عذاب يوم عظيم، لكن عظم اليوم يحسب بما يقع فيه من العظائم، فكل ما عظم به اليوم عظم العذاب.
(١) سورة الزمر، الآية (٢٠). (٢) رواه الطبري في تفسيره (١١/ ٨٩ - ٩٠). (٣) سورة يس، الآية (٥٨). (٤) سورة آل عمران، الآية (١٦١). (٥) تقدم في سورة الأنعام، الآية (١٥).