{لِسَعْيِها راضِيَةٌ} رضيت بعملها لما رأت ما أداها إليه من الكرامة والثواب. {عالِيَةٍ} من علو المكان أو المقدار. {لا تَسْمَعُ} يا مخاطب، أو الوجوه. {لاغِيَةً} لغوا مصدر على فاعلة كالعاقبة. {فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ} يريد: عيونا في غاية الكثرة؛ كقوله:{عَلِمَتْ نَفْسٌ}(١){مَرْفُوعَةٌ} من رفعة المقدار أو المكان أو السمك ليرى المؤمن عند جلوسه عليها جميع ما خوّله الله من النعم. وقيل: مرفوعة مخبوءة لهم من رفع الشيء: إذا خبأه {مَوْضُوعَةٌ:} كلما أرادوها وجدوها عتيدة حاضرة لا يحتاجون إلى أن يستدعوها، أو موضوعة على حافات العيون معدة للشرب. ويريد: أنها موضوعة عن حد الكبر إلى حد التوسط. ومساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على مسورة (٢)، واستند إلى أخرى.
{وَزَرابِيُّ} بسط عراض فاخرة. وقيل: هي الطنافس (٣) التي لها خمل رقيق جمع زربية.
{مَبْثُوثَةٌ} مبسوطة، أو مفرقة في المجالس. {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ} نظر اعتبار. {كَيْفَ خُلِقَتْ} على أكمل الأحوال التي ينتفع بها فيها، حيث تنهض بالحمل الثقيل من البروك إلى القيام. {وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} وما فيها من البروج والمنازل ودورانها في الفلك. {وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} وأرسيت الأرض بها {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} فصارت مهادا للخلق. {إِلاّ مَنْ تَوَلّى} استثناء منقطع.
وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار، ولا حسابهم إلا عليه.
***
(١) سورة التكوير، الآية (١٤). (٢) المسورة: متكأ من أدم وجمعها المساور. ينظر: لسان العرب (سور). (٣) الطنفسة والطنفسة بضم الفاء الأخيرة: النمرقة فوق الرحل، وجمعها طنافس. وقيل: هي البساط الذي له خمل رقيق. ينظر: لسان العرب (طنفس).