المصلى عند العرب: أن يحفروا حفيرا، فيجمعوا فيه جمرا كثيرا، ثم يعمدوا إلى شاة، فيدسوها في وسطه، فأما ما شوي فوق الجمر، أو على المقلى، أو في التنور فلا يسمى مصليا.
{آنِيَةٍ} متناهية في الحر؛ كقوله:{وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}(١)
الضريع: يبس الشرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته، وهو سم قاتل. فإن قلت: كيف قيل: {لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ}. وفي الحاقة:{إِلاّ مِنْ غِسْلِينٍ}(٢)؟
قلت: العذاب ألوان، والمعذبون طبقات، فمنهم أكلة الزقوم، ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع {لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}(٣)
{لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع يعني: أن طعامهم من شيء وليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك، والشوك مما ترعاه الإبل، وتتولع به. قلت: كونه وصفا للطعام لا يصح؛ إذ يصير المعنى: ليس لهم طعام لا يسمن ولا يغني من جوع إلا الضريع، ومفهومه: أن لهم طعاما غيره والغذاء فيه منفعتان: إذهاب الجوع، وإمداد القوى. أو يراد: لا طعام لهم أصلا؛ لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الإنس، كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس يريد: نفي الظل. وقيل: قالت كفار قريش: إن الضريع لتسمن عليه إبلنا، فنزلت (٤).
{ناعِمَةٌ} ذات بهجة وحسن؛ كقوله:{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}(٥)(٢٣٩ /أ)
(١) سورة الرحمن، الآية (٤٤). (٢) الآية (٤٦). (٣) سورة الحجر، الآية (٤٤). (٤) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤٣). (٥) سورة المطففين، الآية (٢٤).