{النّارِ} بدل اشتمال من الأخدود. {ذاتِ الْوَقُودِ} وصف لها بالعظم لها ما يرتفع به لهبها من الحطب الكثير وهو الوقود وأبدان الناس. {إِذْ} ظرف ل "قتل"؛ أي: لعنوا حين أحدقوا بالنار قاعدين حولها. {عَلَيْها} أي: متولين أمرها؛ كقولك: هو على البصرة؛ أي متوليها يؤدون بالشهادة يوم القيامة بما فعله الكفار.
{وَما نَقَمُوا} وما عابوا إلا إيمانهم بالله كقول الشاعر [من الطويل]:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب (١)
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} البطش: الأخذ بالعنف، فإذا وصف بالشدة، فقد تضاعف وتفاقم.
{يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} يعني: يبطش بهم في الدنيا وفي الآخرة. {فَعّالٌ} الفاعل بأهل طاعته ما يفعله المحب في غاية الكثرة.
{فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} بدل من {الْجُنُودِ،} وأراد ب {فِرْعَوْنَ} إياه وآله؛ كما في قوله:
{وَمَلائِهِمْ}(٢) والمعنى: قد عرفت تكذيب الجنود الرسل، وما نزل بهم.
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من قومك. {فِي تَكْذِيبٍ} واستيجاب للعذاب. {وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ} عالم بأحوالهم، مقتدر على الانتقام منهم. بل {هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} شريف عظيم. {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} بالجر نعتا للّوح، وبالرفع: نعت للقرآن (٣).
(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة النمل. (٢) سورة يونس، الآية (٨٣). (٣) قرأ نافع "محفوظ"، وقرأ بقية العشرة "محفوظ" تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٤٥٣)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٨)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٧)، الدر المصون للسمين (٦/ ٥٠٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٧٨)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٣٣)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٩٩).