{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ} بدل من {فَإِذا جاءَتِ} يعني: إذا رأى أعماله مدونة في كتابه ساءه ذلك، وتذكر ما كان قد نسيه من أعماله {أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ}(١).
و" ما "في {ما سَعى} موصولة أو مصدرية. {وَبُرِّزَتِ} وأظهرت {لِمَنْ يَرى} للرائين جميعا فإذا جاءت الطامة كان كيت وكيت.
{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى} أي: مأواه. {وَنَهَى النَّفْسَ} الأمارة بالسوء عن اتباع الهوى {أَيّانَ مُرْساها} متى إرساؤها. {فِيمَ أَنْتَ} في أي شيء أنت من أمر الساعة وإخبارهم بوقتها.
وقيل: الوقف على قوله: {فِيمَ} ثم يبتدئ {أَنْتَ مِنْ ذِكْراها}(٢) أي: من أشراطها. وكان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة (٣).
{إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ} بوقت مجيئها {مَنْ يَخْشاها}. {لَمْ يَلْبَثُوا} في القبور أو في الدنيا {إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها} فإن قلت: كيف صحت إضافة الضحى إلى العشية؟ قلت: لما بينهما من الملابسة؛ لاجتماعهما في يوم واحد. فإن قلت: فهلا قيل:" عشية أو ضحى "وما فائدة الإضافة؟ قلت: الدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا، ولكن ساعة من عشيته أو ضحاه، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشية، فهو كقوله:{لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ ساعَةً مِنَ النَّهارِ}(٤).
***
(١) سورة المجادلة، الآية (٦). (٢) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٦٩٩). (٣) روى البخاري رقم (٦٠٢٣)، ومسلم رقم (٥٢٤٥)، والترمذي رقم (٢١٤٠) عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" بعثت أنا والساعة كهاتين ". (٤) سورة الأحقاف، الآية (٣٥).