{وَنُذُرِ} وإنذاري بإنذار الرسل. وقيل: بإنذاراتي في تعذيبهم لمن بعدهم.
{فِي يَوْمِ نَحْسٍ} أي: يوم شؤم {مُسْتَمِرٍّ} دائم إلى أن فرغ من هلاكهم، كانوا يفرون من الريح فيدخلون في الشعاب والحفر العميقة في الأرض فتخرجهم الريح وتدق رقابهم.
{كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} كأنهم أصول نخل {مُنْقَعِرٍ} منتزع من أصله، وكانوا أقواما طوالا؛ فإذا سقطوا على الأرض كانوا كالنخلة السحوق إذا سقطت. وقيل: شبهوا بالنخل المنقعر؛ لأن الريح كانت تقتلع رؤوسهم فيبقون كأنهم نخل بغير رأس، وذكر صفة النخل بقوله:{مُنْقَعِرٍ} وأنثها في قوله: {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ}(١)؛ حملا على اللفظ (٢٨٣ /أ) والمعنى.
وقرئ:"أبشر" بالرفع (٢) على الابتداء، و {نَتَّبِعُهُ} الخبر. كان صالح يقول: إن لم تتبعوني كنتم في ضلال. وسعر: جمع سعير، وهي النار المتقدة، فعكسوا عليه، وقالوا: إن اتبعناك كان الأمر كما تقول. وقيل: السعر: الجنون؛ يقال: ناقة مسعورة.
وقال [من الطويل]:
كأنّ بها سعرا إذا الريح هزّها ... ذميل وإرخاء من السير متعب (٣)
(١) سورة الحاقة، الآية (٧). (٢) قرأ بها أبو السمأل. تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٢٢٩)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٤٣٧). (٣) ينظر البيت في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ١٨٠)، تفسير القرطبي (١٧/ ٩٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٢٢٩)، غريب الحديث للخطابي (٢/ ٣٢) وفيه: تخال بها سعرا إذا العيس هزها ذميل وتوضيع من السير متعب والذميل: ضرب من سير الإبل. وقيل: هو السير اللين ما كان. وقيل: هو فوق العنق، قال أبو عبيد: إذا ارتفع السير عن العنق قليلا فهو التزيد فإذا ارتفع عن ذلك فهو الذميل ثم الرسيم ". من لسان العرب (ذمل).