{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} منصوب فيصعدون فيه حتى يأتوا بأخبار السماوات.
{فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ} بحجة تدل على صدقه. {مَغْرَمٍ} يطلب منهم ما يثقل عليهم. {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ} أي: اللوح المحفوظ {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ما فيه؛ حتى يقولوا: لا نبعث، ويطلعون على الغيب فيخبرون الناس به. {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} كما قال: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}(١).
الكسف: القطعة، وهو جواب قولهم:{أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً}(٢) يريد أنهم لشدة طغيانهم وعنادهم لو أسقطت السماء عليهم كسفا لقالوا: سحاب متراكم بعضه فوق بعض يمطرنا، ولم يصدقوا أنه كسف ساقط للعذاب. {يُصْعَقُونَ} يموتون، وذلك عند النفخة الأولى نفخة الصعق {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ} أي: قبل ذلك، وهو قتال من قتل منهم يوم بدر والجوع والقحط سبع سنين وعذاب القبر. {بِأَعْيُنِنا} بمرأى منا، وإنما قال:{بِأَعْيُنِنا} بصيغة الجمع؛ لأن الضمير بلفظ الجمع، ألا ترى إلى قوله:{وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي}(٣){حِينَ تَقُومُ} من أي مقام قمت. وقيل: من منامك.
{وَإِدْبارَ النُّجُومِ} إذا أدبرت من آخر الليل، وقرئ:"وأدبار النجوم"(٤) أي: في أعقاب النجوم إذا غربت. {وَسَبِّحْ} المراد به: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
وقيل: المراد بالتسبيح: الصلاة.
***
(١) سورة القلم، الآية (٤٥). (٢) سورة الإسراء، الآية (٩٢). (٣) سورة طه، الآية (٣٩). (٤) قرأ بها سالم بن أبي الجعد ومحمد بن السميقع والمنهال بن عمرو. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ١٥٣)، تفسير القرطبي (١٧/ ٨٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٢٠٢)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٤١٥)، المحتسب لابن جني (٢/ ٢٩٢).