في الدنيا، ومنه:{قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ}(١).
{السَّمُومِ} الريح الحادة الحارة التي تدخل المسام؛ فسميت بها نار جهنم. {مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل القيامة {نَدْعُوهُ} أن يكشف عنا عذابها. {الْبَرُّ} المحسن، {فَذَكِّرْ} أي:
فدم على التذكير والموعظة. {فَما أَنْتَ} بحمد الله كاهنا ولا مجنونا. {الْمَنُونِ} في الأصل فعول من منّه إذا قطعه؛ لأن الموت قطوع، قالوا: ننتظر بمحمد نوائب الزمان وتقلبات الدهر كما مات الشعراء قبله. {مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي. {أَحْلامُهُمْ} عقولهم. {طاغُونَ} مجاوزون الحد في العناد، وقوله:{أَمْ تَأْمُرُهُمْ} لأن عقولهم أدتهم إلى طاعة الشيطان وعصيان الرحمن. {تَقَوَّلَهُ} اختلقه من تلقاء نفسه، وقرئ:
"بحديث مثله"(٢) بالإضافة، والضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم {أَمْ خُلِقُوا} أم أحدثوا وقدروا التقدير الذي عليه فطرتهم {مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} من غير مقدر.
{أَمْ} هم {خَلَقُوا} أنفسهم؛ حيث لا يعبدون الخالق. {أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} التي هي أكبر من خلق الناس، وهم معترفون أن الله خالقها، وهم شاكون فيما يقولون. {بَلْ لا يُوقِنُونَ} وقيل: أخلقوا من أجل لا شيء من جزاء ولا حساب؟ {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ} حتى يعطوا النبوة (٢٧٨ /ب) من شاءوا، أو عندهم خزائن الأرزاق فيوسعوا على من شاءوا. {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} الأرباب الغالبون حتى يكرهوا الناس على ما يريدون.