أشهد بالله لقد حدَّثني ميكائيل، وقال: أشهد بالله لقد حدَّثني إسرافيل عن اللوح المحفوظ، أنَّه يقول الله تبارك وتعالى: شارب الخمر كعابد وثن» (١).
ومن المُسَلْسَل بالفعل: قَولُ أبي هريرة فَشَبَّكَ بيدي أبو القاسم -عليه الصلاة والسلام- وقال:«خلق الله الأرض يوم السبت» الحديثَ (٢)؛ فإنه مُسَلْسَل بتشبيك (٣) كُلٍّ من رواته يَدَهُ بيد من روى عنه.
ومن المُسَلْسَل بالفعل والقول: حديث أنسٍ: «لا يجد العبدُ حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره»، قال:«وقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على لحيته، وقال: آمنت بالقدر»(٤)؛ فإنَّه مُسَلْسَل بقَبْضِ كلٍّ منهم على لِحْيَتِه مع قوله:«آمنت بالقدر».
قال ابن الصَّلاح (٥): «ومن فضيلة المُسَلْسَل: اشتماله على مَزِيد الضبط من الرواة»، قال:«وخَيْرُ المُسَلْسَلات: ما فيه دِلَالَةٌ على اتصال السَّماَع وعدم التدليس، ولا يكاد المُسَلْسَل يَسْلَم في وَصْفه من ضَعْفٍ، أمَّا في أصل المَتْن فليس بلازمٍ».
(١) أبو نعيم في الحلية (٣/ ٢٠٤)، والفاسي في الأحاديث المسلسلات (٤٤ (. (٢) البيهقي في الأسماء والصفات (٨١٣). (٣) في (ب): [بتشكيك]. (٤) أبو طاهر السِّلَفي في الطيوريات (٢/ ٣٥٢)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ٣١ - ٣٢). (٥) مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٤٣).