قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم:{مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} بالرفع فجعله نعتا للعذاب أى: لهم عذاب أليم من رجز، والأليم: المؤلم الموجع، يقال: آلمت الشّئ آلم. قال الله تعالى (١): {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ} وقال: أليم بمعنى مؤلم، مثل سميع بمعنى مسمع. كما قال (٢):
أم ريحانة الدّاعى السّميع ... يؤرّقنى وأصحابى هجوع
أراد: المسمع.
وقرأ الباقون/:«من رجز أليمٍ» جعلوه نعتا للرجز، والرّجز يختلف النّاس فيه فقالوا: هو بمعنى الرّجس، وقالوا: كل ما فى القرآن الرّجس فهو النتن، وما كان الرّجز فهو العذاب إلا قوله (٣): {الرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فإنّ معناه:
(١) سورة النساء: آية: ١٠٤ (٢) هو عمرو بن معديكرب الزّبيدى، ديوانه: ١٢٨ وهو أول القصيدة. وينظر: الخزانة: ٢/ ٩٥. وقد تقدّم ذكره بهذه الرّواية وبرواية: (هجود) (٣) سورة المدثر: آية: ٥.