وقرأ الباقون بالتّاء، والأمر بينهما قريب كقوله «فناداه الملائكة»(١) و «فنادبه الملائكة» وقد أشبعنا الغلّة فيما سلف.
ومن قرأ بالتّاء قال: سمعت الله عزّ وجلّ يقول: {إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ}(٢) ولم يقل: قال.
وحمزة والكسائىّ يميلان «تتوفّاهم» من أجل الياء التى تراها فى اللّفظ ألفا، وفخّمها الباقون قالوا: لأنّ هذه الألف مبدلة من الياء، والأصل: تتوفيهم فاستثقلوا الضّمة على الياء فحذفوها فصارت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها.
وقرأ الباقون بالتّاء، والعلّة فى الياء والتاء كالعلّة فى الذى قبله.
٤ - وقوله تعالى:{فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}[٣٧].
قرأ أهل الكوفة:{لا يَهْدِي} بفتح الياء.
وقرأ الباقون:«يُهدى» بضمّ الياء وفتح الدّال، ولم يختلفوا أعنى السّبعة ولا أحد فى الياء من «يُضِلُّ» أنها مضمومة مكسورة الضّاد. فمن قرأ بالضمّ فى «يُهدى» فالتقدير: من أضلّه الله لا يهديه أحد. واحتجّوا بقراءة أبىّ (٣):
(١) سورة آل عمران: آية: ٣٩. (٢) سورة آل عمران: الآيتان ٤٢، ٤٥. (٣) معانى القرآن للفراء: ٢/ ٩٩، والكشف: ٢/ ٣٧ وأضلّ الله فيهما.