للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


[عنبسة وزائدة] عن سمَاكٍ … بهِ تَامّاً وَمُخْتَصَراً.
قال شيخنا الألباني في «الصحيحة» (٢٠٥٧): «وإسناده صحيح»!
قلت: كذا قال شيخنا - وتبعه غير واحد!
والحقُّ أنَّ الإسناد - وإن كان ظاهره الصحة - مُعَلٌّ؛ فقد قال البزار - بإثر روايته -: «تفرَّد به (زائدة)! ورواه غيره عن: (سماك عن عكرمة عن عائشة)».
قال عمر: أخرجه هكذا: البخاري في «الأدب المفرد» (٧٩٢)، وأبو الشيخ في «الأمثال» (١٢)، وابن سعد في «الطبقات» (١/ ٣٢٩ - ٣٣٠ - ط الخانجي)، ولوين في «حديثه» (٥٣)، وأبو يعلى (٤٩٤٥)، والمصنف في «المختارة» (١٢/٣٩/٣٤)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١/ ١٥٥، ٢/ ١٥٧) عن الوليد بن أبي ثور عن سماك … به.
قلت: وههنا أمور:
الأول: أن (زائدة) لم يتفرد به؛ فقد تابعه - كما تقدم - (عنبسة بن الأزهر)! لكن في الطريق إليه (ابن المختار) و (ابن حميد)، وكلاهما ضعيف، كما في «التقريب»!
الثاني: أن بعضهم ضعف إسناد (ابن عباس) بضعف رواية (سماك) عن (عكرمة)! وقد غفلوا عن أن حديث (زائدة) ونحوه عن هذه النسخة صحيح!
الثالث: وقع سقط في إسناد (أبي يعلى)! فظنه بعضهم من اختلاف الرواية! وليس كذلك؛ فالمخرج واحد والرواية محفوظة عن شيخ أبي يعلى بإثبات الساقط من الطبع!
الرابع: أن شيخنا أعلَّ إسناد (عائشة) بالنكارة؛ لضعف (الوليد) ومخالفته!
والجواب من وجهين:
أولًا: أن (الوليد) متابع؛ فقد أخرجه البيهقي (١٠/ ٢٣٩): ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب: ثنا الحسن بن علي بن عفان: ثنا أبو أسامة عن عبد الملك: ثنا سماك … به.
ثانياً: أن طريقة إعلال الإسناد الغريب بالإسناد الشهير: هو خلاف طريقة أهل النقد وأئمة العلل؛ فإنهم يُعِلُّون الإسناد الشهير بالغريب! ويسمونه: (سلوك الجادة)!
فتبين أن إسناد (ابن عباس) غلط، وأن الصواب أنه من (مسند عائشة)!
وحديث (عائشة) صحيح بطرقه الأخرى؛ فانظر «الصحيحة» (٢٠٥٧)، وتعليق شيخنا أبي عبيدة على «المجالسة» (٣٣٥٩).