= الثاني: عن القاسم عن عائشة؛ أخرجه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (٩٦٢، ٩٦٣)، والخطيب في «الجامع» (١٣٤١) من طريقين عنه … به. قلت: وهو أرجح من الأول؛ لأمور: أحدها: أن رواة هذا الوجه اثنان؛ فهما أرجح من الواحد! ثانيها: أن أحد الراويين هو (الثوري)؛ وهو أرجح من (شعبة)! فكيف إذا توبع؟! ثالثها: أن (شعبة) نفسه قد اختلف عليه على وجهين: الأول: المذكور أولا! الثاني: عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (١٦٥٤): نا أحمد: نا محمد بن سلام: نا عيسى بن يونس عنه … به. قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن شعبة عن يعلى إلا عيسى! ورواه الناس عن شعبة عن عاصم بن عبيد الله». قلت: وإسناده عن (شعبة) منكر؛ فإن في إسناده: (ابن سلام - وهو الْمَنْبِجِيُّ-)، وهو صاحب غرائب، كما في «الميزان» (٣/ ٥٦٨)، و «المغني» (٥٥٧٢)! ثم إن مدار جميع الأوجه على (عاصم)؛ وهو دليل ضعفه ووهائه! وله متابعة - لكنها عدم -! فأخرجه عبد الرزاق (٣١١٥) - ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ١٧٢ - ط إحياء التراث) - عن عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد الله بن عامر … به. قلت: وإسناده منكر؛ وفيه آفتان: ١ - عبد الله: هو (العمري المكبر)؛ وهو ضعيف، كما في «التقريب»! ٢ - الاضطراب؛ فقد اختلف عليه على وجهين: الأول: هذا المذكور هنا! الثاني: عن نافع عن ابن عمر؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي» (٣٤، ٥٥) من طريق أبي همام الأهوازي [وهو محمد بن الزِّبْرِقان] عنه … به. قلت: إسناده لا يقل صحة - إلى (العمري) - عن الأول؛ فإن (أبا همام) هذا صدوق! وأما قول الحافظ: «ربما وهم»! فلا تُسَلَّم له! على أن في الإسناد الأول كلاما؛ فهو من رواية (الدَّبَرِي) عن (عبد الرزاق)؛ وهي منتقدة لا تخفى على المشتغلين بهذا الفنّ! فهذا يؤكد نكارة رواية (العمري)! =